*الرابع عشر من آب .. وحكايا العز* *❗خاص❗* *❗️sadawilaya❗* *حمزة العطار* تخونني الكلمات وتستحي المعاني خجلاً عند الحديث ع

*الرابع عشر من آب .. وحكايا العز*

*❗خاص❗* *❗️sadawilaya❗*

*حمزة العطار*
تخونني الكلمات وتستحي المعاني خجلاً عند الحديث عن سلة أعطت للتضحية والوفاء دروساً، وتراجعت الشجاعة أمام ما سطروه من معجرات، حتى باتت قصص الخيال التي كنا نقرأها حينما كنا صغاراً تبدو ركيكة أمام بطولات ما عرفها التاريخ الحديث يوماً، لتصدق تسميتهم .. رجال الله .
من نسائم إبداعاتهم في ثلاثة وثلاثين يوماً، بدأت مدارس العسكر، الشجاعة، الوطنية وأكثر تنشأ جيلاً تجعله ينهل من تلك الجباه حروف عز ولّد نصراً تلاه انتصارات .
اسمحوا لي يا رجال الله، يا من نذرتم في سبيل الوطن والقضية كل غالٍ ونفيس، أن أتشرف بذكر قليل من كثير في مزاياكم التي تربيتم عليها وباتت مدارس ومنارات تضيء دروب من أراد الهداية والنجاة في آخر الطريق .
الثاني عشر من تموز عام ٢٠٠٦ لم يكن تاريخاً عادياً من تواريخ أيامنا التي تتوالى يوماً تلو الاخر، ناسجة حياة تنتهي يوماً ما، هذا التاريخ الذي سجل تحولاً لبنانياً، عربياً، إقليمياً، ليصل إلى حد التدويل .
ذكريات تاريخ الحرب والحب، التضحية والفداء، الشجاعة والاقدام، التوكل وصولاً إلى نصر نسي الكثير من العرب وغيرهم، ناهيك عن بعض لبنانيين تذوق نكهته، منذ عقود خلت وسنين توالت .
لم تكن تلك الحرب عادية بأي مقياس يمكن القياس عليه، فهي لم تعرف التكافؤ عدة وعتاد وما كانت سوى ثلة بسيطة من أبطال رابطوا وصمدوا وتوكلوا فكان النصر حليف المتوكلين .
لو أردنا الحديث عن أولئك ليل نهار لما انتهينا ولما أعطينا بعض حقوق لأولئك الرجال الرجال، الذين ما انتظروا تنويهاً أو تكريماً من أحد يوماً ما، فهم الذين نذروا لله أنفسهم، وعنده التكريم والتنويه .
لم تكن أيام تلك الحرب ولياليها أوقات تمر في عمر الوطن، بل كانت أحداثاً، ثبتت مفاهيم ومعادلات وأعطت معها الجنوبيين حصانة بحقوقهم من عيش وهناءٍ وأمن وأمان، ولا تزال وحتى يومنا هذا، تلك القرى تنعم بأمن مظلة وعباءة الأبطال الذين خاضوا النزال في ساحات الوغى، فكانو أهلاً لذاك النزال .
إذا أردنا أن نشرح مجريات وأحداث ونتائج تلك المرحلة التي نعيش ذكراها، فإننا نخلص إلى نتائج واضحة دون لبس أو ضبابية، شهد فيها العدو قبل الصديق .
نصر تحقق لا نقاش فيه، بإعتراف كبار قادة الصهاينة، عسكريين وسياسيين، أجمعوا على ذلك الانتصار البيّن .
تثبيت معادلات قوة وردع، مع ذلك العدو، صارت دستوراً، لا يجرؤ الصهاينة على تخطي حروفه، علماً أنهم أرباب المخالفة وخرق الأنظمة .
أكدت لكل اللبنانيين المؤكد والثوابت بصوابية قرار المقاومة، لأنه طريق التحرير الوحيد .
أضاءت حقائق لوجوه اختبأت خلف مصالح وحسابات بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن الكبرى.
نسفت مشاريع دولية كبرى كانت تسعى لها دول كبرى كأميركا، تنتج عبرها شرق أوسط جديد يناسب توجهاتها .
أعادت للعروبة بعض الأمجاد، علّهم يستذكرون بطولات العرب الفاتحين العظام، الذين بنوا للغرب حضارتهم .
زادت اليقين بصدق الحليف، قريباً كان أو بعيد، عربياً كان أو أعجمي، جمعتهم بوصلة القدس، أفعالاً لا شعارات ومؤتمرات لا تساوي قيمتها قيمة الحبر الذي تكتبه مقرراتها .
كثيرة نتائج تلك الحرب، تكاد لا تُعدّ ولا تحصى، معارك خلّفت في دفاترها، عِبرة وعَبرة . من ذكريات الأسى، التهجير، الخوف والتوكل، من أعزاء فقدناهم في لحظات لا تزال حلماً نكره أن نسترجعه حتى اليوم، لنستيقظ حينها في الرابع عشر من آب وتعود بشائر العزة لرجال العزة، الذين صدقوا ما عاهدوا الله، وصدق أمينهم مؤكداً ما كان قد قاله قبلاً من ساحة بنت جبيل في الخامس والعشرين من أيار عام ٢٠٠٠، أن " إسرائيل هذه .. أوهن من بيت العنكبوت" .

*حمزة العطار*
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya